منظمة حقوقية: مقاتلون مدعومون من تركيا يقتلون 4 أكراد شمال سوريا

منظمة حقوقية: مقاتلون مدعومون من تركيا يقتلون 4 أكراد شمال سوريا
احتجاجات للأهالي حاملين بعض صور الضحايا

أطلق 3 عناصر من فصيل مسلح تابع لـ"الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، النار على عائلة كردية في بلدة جنديرس شمال سوريا أثناء الاحتفال بعيد رأس السنة الكردية "نوروز"، مما تسبب في قُتل 3 أشقاء وابن أحدهم بالرصاص، وأصيب 3 آخرين أحدهم في حالة خطرة، وفق منظمة "هيومن رايتس ووتش".

وذكرت المنظمة الحقوقية في بيان على موقعها الرسمي -اطلعت “جسور بوست” عليه- أن "إدارة الشرطة العسكرية" التابعة للجيش الوطني السوري أعلنت عن اعتقال المهاجمين الثلاثة المزعومين، ونفت فصائلها أي ارتباط بهم، نادرا ما تُحمِّل الجماعة فصائلها المسؤولية عن سلسلة انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في السنوات الست الماضية.

وقال نائب مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، آدم كوغل: "تأتي عمليات القتل هذه بعد أكثر من خمس سنوات من الانتهاكات الحقوقية التي لم تخضع للمساءلة على أيدي القوات التركية والفصائل السورية المحلية التي تدعمها". 

وأضاف: "سمحت تركيا لهؤلاء المقاتلين بالاعتداء على الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرتها دون عقاب، وهذا يعرضها للتواطؤ في هذه الانتهاكات".

وتابع كوغل: "تقاعست تركيا والجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا في عفرين باستمرار عن حماية المدنيين في شمال سوريا. ضمان محاسبة هؤلاء القتلة بطريقة عادلة وشفافة سيكون خطوة في الاتجاه الصحيح".

وأشار البيان إلى أن الضحايا الأربعة هم الأشقاء فرحان الدين عثمان (43 عاما) وإسماعيل عثمان (38 عاما) ومحمد عثمان (42 عاما)، ومحمد ابن إسماعيل (18 عاما). 

وأكد شهود أن المقاتلين ينتمون إلى فصيل "جيش الشرقية" التابع للجيش الوطني السوري، منوهين أنه حوالي الساعة 7 مساء في 20 مارس، بينما كانت العائلات الكردية في بلدة جنديرس وفي أنحاء عفرين المتضررة بالزلزال تحتفل بالنوروز، اندلع خلاف لفظي بين أحد أعضاء فصيل جيش الشرقية وفرحان الدين عثمان أمام منزل عائلته. قال شهود إن المقاتل أمر عثمان بإطفاء حريق صغير على السطح في إطار احتفالات نوروز.

ألقى المقاتل بعد ذلك حجرا على عثمان بينما كان جالسا مع ابن أخيه في الخارج، وذهب إلى قاعدة الفصيل بالحي الكائنة في منزل على بعد 15 إلى 20 مترا فقط، وعاد مع رجلين آخرين مسلحين. 

يقول شهود إنهم رأوا الرجال يطلقون النار عشوائيا على فرحان الدين عثمان وأفراد آخرين من العائلة خرجوا ليروا ما سبب الضجة، فقتلوه هو وأحد أشقائه وابن أخيه فورا، وأصابوا اثنين من أشقائه الآخرين بجروح خطيرة، وأصابوا شخصين آخرين بجروح طفيفة.. قال أحد الأشقاء الذي نجا إن محمد توفي لاحقا تلك الليلة.

لاحقا تلك الليلة، نقل السكان الجثث إلى قرية أطمة، حيث طالبوا جماعة "هيئة تحرير الشام" المسلحة التي تسيطر على منطقة إدلب ومساحات واسعة من غرب حلب، بالانتقام من القتلة.

وفي 21 مارس، تجمعت حشود كبيرة في جنازة الرجال الأربعة في جنديرس واحتجاجا على عمليات القتل، ودعت إلى محاسبة القتلة وطرد فصائل الجيش الوطني من منطقة عفرين.

أدانت عدة مجموعات تابعة للجيش الوطني السوري الحادثة، بما فيها فصيل جيش الشرقية نفسه و"الفيلق الأول"، أحد الفيالق الثلاثة الرئيسية التي تنضوي تحته مختلف الفصائل. 

أصدرت "حركة البناء والتحرير" التي تضم جيش الشرقية بيانا يدين القتل وينفي أي صلة الحركة أو أي من مكوناتها به.

حاولت الجماعة المسلحة خلال العام الماضي استغلال القتال بين الفصائل داخل الجيش الوطني السوري لبسط سيطرتها في شمال غرب سوريا. 

في 2018، غزت القوات المسلحة التركية والجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا (وهو تحالف غير وثيق لفصائل المعارضة المسلحة) منطقة عفرين التي كانت ذات أغلبية كردية في حلب وسيطرت عليها، ما أدى إلى مقتل عشرات المدنيين وتشريد عشرات الآلاف، بحسب "الأمم المتحدة". 

منذ ذلك الحين، سيطر أكثر من 40 فصيلا من الجيش الوطني على قرى أو بلدات أو حتى أحياء منفردة في منطقة عفرين. 

كانت التوغلات العسكرية التركية في شمال سوريا منذ 2016 حافلة بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان. رغم مزاعم "الحكومة السورية المؤقتة" المرتبطة بالجيش الوطني السوري بأنها تتخذ خطوات لمحاسبة منتهكي الحقوق.

وتُواصل فصائل الجيش الوطني المدعومة من تركيا ارتكاب انتهاكات جسيمة، من ضمنها القتل خارج نطاق القضاء، والنهب والاستيلاء غير القانوني على الممتلكات، والاختفاء القسري.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية